×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وقال ابن عباس: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ أي: لا تشركوا بالله شيئًا من الأنداد، التي لا تنفع ولا تضر، وأنتم تعلمون أنه ربكم لا يرزقكم غيره، وقد علمتم أن الذي يدعوكم الرسول إليه من توحيده هو الحق الذي لا شك فيه ([1]).

وقال مجاهد: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ قال: تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل ([2]).

قوله: قال ابن عباس في الآية: «الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء، في ظلمة الليل. وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان، وحياتي. وتقول: لولا كُلَيْبة هذا لأتانا اللصوص! ولولا البط في الدار لأتى اللصوص. وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئتَ. وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانًا. هذا كله به شرك».

وهذا من ابن عباس تنبيه بالأدنى من الشرك على الأعلى.

**********

 هذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن - فَسَّر الأنداد بأنه الشرك، ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ أي: لا تشركوا به أحدًا. فهم ليسوا شركاء لله ولا أندادًا لله، لكن أنتم الذين جعلتموهم أندادًا، وادعيتم لهم هذا.

وسبق أن بَيَّنَّا أن الشرك ينقسم إلى قسمين:

الأول: شرك أكبر، وهو شرك ظاهر؛ مثل: عبادة الأصنام، وعبادة


الشرح

([1])  أخرجه: ابن جرير في تفسيره (1/ 164).

([2])  أخرجه: ابن جرير في تفسيره (1/ 164).