قوله:
وجاء عن إبراهيم النَّخَعي، أنه يَكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك. ويجوز أن
يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان. ولا تقولوا: لولا الله وفلان
هو: إبراهيم النخعي. وهذا فيما يقدرُّ عليه الحي الحاضر، بخلاف مَن ليس كذلك، ممن
لا يسمع كلامًا ولا يَرُد جوابًا؛ كالأموات والغائبين.
**********
إبراهيم النَّخَعي: هو أحد كبار التابعين، من تلاميذ عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، كان رحمه الله يَكره أن يقول الرجل: «أعوذ بالله وبك»، والكراهة عند السلف معناها التحريم. أما عند
المتأخرين فإن الكراهة يراد بها كراهة التنزيه.
وإبراهيم النَّخَعي من التابعين، فهو يريد بالكراهة التحريم، كان يَكره أن
يقول الرجل: «أعوذ بالله وبك».
والعَوْذ: هو الالتجاء، فعندما تخاف من عدو فإنك تلتجئ إلى الله وتقول: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من هذا العدو! كما قالت مريم عليها السلام عندما
تَمَثَّل لها الملك بشرًا سويًّا: ﴿إِنِّيٓ
أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا﴾ [مريم: 18].
والاستعاذة بالله من أنواع العبادة، فلا تَجمع بين المخلوق والخالق في
الاستعاذة.
أيضًا: المخلوق يستعاذ به حَسَب قدرته، فيمكن أن تلجأ إلى شخص لكي يحميك من
العدو وتطلب منه المساعدة، بشرط أن يكون حيًّا قادرًا على مساعدتك، ويسمع ما تطلبه
منه، فلا بأس أن تلتجئ إليه.