ذَكَر سبحانه مخلوقاته في أول سورة لقمان، قال: ﴿هَٰذَا
خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّٰلِمُونَ
فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [لقمان: 11].
وقال في آية أخرى: ﴿قُلۡ
أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ
أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ
أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [الأحقاف: 4].
فلا يَقدر أي مشرك أن يَدَّعِي أن معبوده يخلق شيئًا. وما دام كذلك، فإن
الشرك يبطل من أساسه؛ لأن العاجز لا يُعبد، إنما يُعبد القادر على الخلق سبحانه
وتعالى.
قال: ﴿ٱلَّذِي
خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ إذا تذكرتم أن الله
سبحانه وتعالى هو الذي خلقكم ومَن قبلكم، وأنه لا خالق غيره؛ فإنكم تتقون عذابه
بعبادته وحده، ولا تشركون به شيئًا.
قوله: ﴿ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا﴾ أي: ممدودة وممهدة، تنامون عليها، وتجلسون عليها،
وتسيرون عليها، وتزرعونها، وتُدْفَنون فيها، وتُخْرَجون منها، فهي فراشكم.
﴿وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ﴾ أي: سقفًا فوق
الأرض، فيها الكواكب والأفلاك، وفيها الملائكة، وفيها ما لا يعلمه إلا الله من
العوالِم.
قوله: ﴿وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
مَآءٗ﴾ أي: من السحاب ﴿مَآءٗ﴾ وهو المطر الذي
تحيا به الأرض، وتُنبِت النبات.
وهذا المطر نعمة من الله عز وجل، إذا حبسه فلن يستطيع أحد
أن يُنزله، مهما بلغت قوة البشر فلن يستطيعوا أن يُنشئوا السحاب وأن يمطروا المطر؛
لأنه من خلق الله وإرادته سبحانه وتعالى.