×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

الله عز وجل، فكيف تجعلون له أمثالاً وشُبَهاء ونُظَراء لا يساوونه سبحانه وتعالى ؟! ذلك لأن في الشرك تسوية المخلوق العاجز بالخالق القادر! وهذا من أبطل الباطل.

هذه براهين عقلية، وهم يعترفون بها، يعترفون بأن الله عز وجل هو الخالق الرزاق الذي يحيي ويميت، وهو الذي يُنزل المطر، يعترفون بهذا كله ومع هذا يعبدون معه غيره ممن لا يقدر على شيء! وهذا من انتكاس الفِطَر وذَهاب العقول.

فقوله: ﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ هذا خطاب للمشركين الذين يعلمون أن هذه الأشياء لا يَقدر عليها إلا الله، فكيف يعبدون معه غيره؟! وكيف يُسوون به غيره ممن هو عاجز وفقير ومحتاج؟ لكنها فِطَر منحرفة وعقول فاسدة.

فالله أقام عليهم الحجة بما يعترفون به، وهو توحيد الربوبية، أقامه حجة وبرهانًا على توحيد الألوهية.

وهذه طريقة القرآن في سَوْق الأدلة على التوحيد، براهين عقلية وبراهين قاطعة ساطعة ليس فيها غموض، لكن أين العقول التي تفكر؟!

يُحَكِّمون العادات والتقاليد على البراهين، وهذا من أعجب العجب، ويُصَدِّقون دعاة الضلال وشياطين الإنس والجن الذين يدعون إلى الشرك، ويُكذِّبون الأنبياء والرسل الذين يَدْعُون إلى التوحيد.

فيتبعون دعاة الشرك ويتركون دعاة التوحيد! هذا من انتكاس الفِطَر وذَهاب العقول.


الشرح