×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

يُعْمَل بها، وهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ([1])، وأول ما يُبدأ به الأنبياء الرؤيا الصادقة ([2])، فهي جزء من النبوة، وهي من المُبشِّرات، هذا إذا كانت رؤيا حق وليست أضغاث أحلام، وليست من الشيطان.

لأن الرؤيا على ثلاثة أقسام:

الأول: ما يكون من الشيطان، إذا نام الإنسان ولم يَذكر الله عند نومه، ولم يقرأ آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين؛ فإن الشيطان يتسلط عليه ويأتيه بالأحلام المزعجة حتى يشوش عليه نومه.

ومثل هذا لا يُصَدَّق، ولا ينبغي للعبد أن يُحَدِّث بها؛ لأنها من الشيطان ولا تضر الإنسان بإذن الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَِحَدٍ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ» ([3]).

الثاني: أحاديث نفس، وهي أضغاث الأحلام. إذا كان الإنسان في اليقظة يفكر في أشياء أو تهمه أشياء، فإذا نام جاءته هذه الأضغاث في النوم؛ لأنها منطبعة في نفسه وفي ذاكرته.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6983)، ومسلم رقم (6).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6982)، ومسلم رقم (160).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6985).