×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وقد بَلَّغ صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين، وأنذر عن الشرك، وحَذَّر عن قليله وكثيره.

فانظر إلى ما وقع من الشرك العظيم في هذه الأمة؛ ينادون الميت من مسافة شهر أو شهرين أو أكثر، ويعتقدون فيه أنه ينفع ويضر، ويسمع ويستجيب من تلك المسافة، وجعلوا الأموات شركاء لله في المُلْك والتدبير وعلم الغيب... وغير ذلك من خصائص الربوبية، وتركوا نبيهم وما جاء به وقاله، وما نهى عنه، كأنهم لم يسمعوا كتابًا ولا سُنة.

وقد بعثه الله بالنهي عن الشرك كما ترى، فما زال يدعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، حتى أكمل الله لهم به الدين، وأتم عليهم النعمة! لكن رجعوا من الكمال إلى الضلال، ومن سبيل النجاة إلى سبيل الهلاك!

وهذه وإن كانت رؤيا منام، فقد أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها حق.

 **********

قوله: «عن الطُّفَيْل»، هو: الطُّفَيْل بن عبد الله بن سَخْبَرة، أخو عائشة لأمها؛ لأن عبد الله بن سَخْبَرة كانت تحته أم رُومان زوجته، وكان حليفًا لأبي بكر رضي الله عنه في الجاهلية، فلما تُوفي عبد الله بن سَخْبَرة؟ تزوج أبو بكر الصِّديق امرأته أم رُومان، فأنجبت له عبد الرحمن بن أبي بكر، وعائشة بنت أبي بكر، رضي الله عنهم.

فلما بَعَث الله محمدًا بالإسلام، أسلم الطُّفَيْل وحَسُن إسلامه، ورأى هذه الرؤيا التي قصها على النبي صلى الله عليه وسلم. ورؤيا المؤمن إذا كانت حقًّا 


الشرح