×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فهذه أضغاث أحلام ليس لها قيمة، فلا يُلتفت إليها.

الثالث: الرؤيا التي تجري على يد مَلَكٍ من الملائكة، فيرى الإنسان أشياء عجيبة، هذه هي الرؤيا الصحيحة.

ومنها هذه الرؤيا التي رآها الطُّفَيْل بن عبد الله بن سَخْبَرة، حيث رأى أنه أتى على نفر من اليهود، فقال لهم: «إنكم لأنتم القوم» هذا مَدْح لهم باعتبار الأصل؛ لأنهم في الأصل كانوا على دين موسى عليه السلام، «لولا أنكم تقولون: عُزَيْرٌ ابن الله»، عُزَيْر: هو رجل من اليهود قيل: إنه نبي، وقيل: إنه رجل صالح، غَلَوْا فيه، حتى قالوا: هو ابن الله. قال الله عز وجل: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ [التوبة: 30]، يسمونه الآن عزرا، وهو في الأصل: عُزَيْر عليه السلام.

فقال له اليهودي: «وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد» فأنكر على المسلمين هذه اللفظة، مثل ما أنكرها اليهودي الذي سبق في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فهم يتتبعون العيوب التي عند المسلمين ويحفظونها، ولكنهم لا ينظرون إلى عيوبهم لأنهم أهل هوى.

قال: «ثم مررتُ بنفر من النصارى»، والنصارى في الأصل أتباع المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فكل مَن انتسب إلى ديانة عيسى فإنه يقال له: نصراني، ولو كان قد حَرَّف وغَيَّر وبَدَّل، ويعامل معاملة أهل الكتاب باعتبار الأصل. فقال له: «إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله»؛ كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك عنهم في القرآن. فقال له النصراني: «وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد».


الشرح