قال: «فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء
محمد. ولكن قولوا: ما شاء الله وحده»، فدل على أن هذه الكلمة شرك؛ لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم أقر أهل الكتاب على تسميتها شركًا، لكنه شرك في اللفظ، وهو شرك
أصغر.
ودل أيضًا على أن الشرك الأصغر قد يصدر من المؤمن، بخلاف الشرك الأكبر فإنه
لا يصدر من مؤمن، والعياذ بالله.
وفي هذا الحديث قَبول الحق ممن جاء به، فإن الرسول صلى الله عليه
وسلم قَبِل قول أهل الكتاب، مع أنهم عندهم شرك وعندهم كفر، وعندهم عداوة للحق! ومع
هذا لما قالوا كلمة الحق قَبِلها النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعض الناس إذا أَنكرتَ عليه شيئًا أخذته العزة بالإثم، وقال: أنت أشد منا!
أنت تقول كذا وكذا! وأنت تفعل كذا وكذا!! ولا يقبل الحق، وهذا ليس من هَدْي النبي
صلى الله عليه وسلم وسُنته.
وفي الحديث أيضًا: وجوب إنكار المنكر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر
هذا القول، وقال: «فلا تقولوا: ما شاء
الله وشاء محمد».
وفيه: الإتيان بالبديل الصالح إذا أمكن؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أبدل كلمة
«ما شاء الله وشاء محمد» بكلمة «ما شاء الله وحده».
وفيه: التنبيه على المنع من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا
مُنِعت هذه الكلمة مع أن الرسول له مشيئة، فكيف بمن يُسنِد إلى الرسول أشياء ليست
من حقه؟! كأن يقال: إنه يعلم الغيب، أو يقال: إنه ينقذ من النار من دون الله عز
وجل، أو إنه يستغاث به بعد موته ويُلجأ إليه في المهمات بعد موته صلى الله عليه
وسلم !! لا شك أن هذا أشد وأنكى، والعياذ بالله،