×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: وله أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشِئْتَ! قاَلَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟! بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» ([1]): هذا يُبَيِّن ما تقدم من أن هذا شرك؛ لأن المعطوف بالواو يساوي المعطوف بالمعطوف عليه؛ لأن الواو وُضعت لمطلق الجمع، فلا يجوز أن يُجْعَل المخلوق مثل الخالق في شيء من الإلهية والربوبية، ولو في أقل شيء؛ كما تقدم في الرجلين اللذين قَرَّب أحدهما ذبابًا لصنم فدخل النار.

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم حَمَى حِمَى التوحيد، وسَدَّ طرق الشرك في الأقوال والأعمال.

**********

هذا رجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشِئْتَ»، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركه على قوله هذا، فقال له: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟!»، يعني: شريكًا.

فهذا يشهد لتفسير ابن عباس رضي الله عنهما قول الله عز وجل: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا قال: أندادًا: شركاء.

فهذا اللفظ من اتخاذ الأنداد مع الله عز وجل؛ ذلك لأنه عَطَف مشيئة الرسول على مشيئة الله بالواو، فجعله شريكًا لله، وهذا شرك في اللفظ، وهو شرك أصغر لا يُخْرِج من الملة.

فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى العبارة الصحيحة، وقال: «بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ»، وهذا من باب التنبيه إلى الأكمل، وإلا فإنه يجوز له أن يقول:


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2117)، وأحمد رقم (1839).