«مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ» كما في الحديث الذي قبل هذا، لكن الأكمل هو الاقتصار على مشيئة الله
وحده.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على هذا الرجل قوله: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»، مع أنه
صلى الله عليه وسلم له مشيئة، فكيف بالذي يقول:
يا أَكرمَ الخلق ما لي مَن ألوذ به **** سواك عند حلول
الحادث العَمَمِ
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي **** فضلاً وإلا فقل يا
زَلة القَدَمِ
فإن مِن جودك الدنيا وضَرَّتَها **** ومِن علومك علم
اللوح والقَلَمِ
ما هذا الغلو والعياذ بالله؟! هل اللوح والقلم من علم الرسول؟! هل الدنيا
والآخرة كلتاهما مِلْك للرسول صلى الله عليه وسلم ؟! هل لا يُنقِذ من عذاب الله
يوم القيامة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! إذا كان كذلك فأين الله سبحانه
وتعالى ؟! تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
هذا هو الشرك الأكبر، والغلو الفظيع - والعياذ بالله - في الرسول صلى الله
عليه وسلم، ومع هذا يرددون هذه القصيدة في أعيادهم وفي محافلهم، بل يفضلونها على
القرآن، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!