×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وهذا يقع كثيرًا من الشعراء، إذا أصابهم شيء، سلطوا الذم على الدهر، ولعنوا الدهر، وشتموا الساعة التي حصل فيها كذا، واليوم الذي حصل فيه كذا.

وهذا موجود في بعض الناس اليوم، وهو من بقايا الجاهلية.

ألا يعلم هؤلاء الجهال أن هذا الذم يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه ينقص عقيدة التوحيد وإن كان الإنسان لا يعتقد؟!

فيجب على العبد المؤمن أن ينزه لسانه عن مَسبة الدهر، وأن يرجع إلى نفسه ويحاسبها على ما أصابه من سوء، قال عز وجل: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30].

فالواجب عليه أن يحاسب نفسه ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى، بدلاً من أن يسب الدهر، أو يقعد يلعن الشيطان، لا شك أن الشيطان ملعون؛ لأن الله لعنه في كتابه، لكن لَعْنك للشيطان لا يفيدك شيئًا، بل هذا يُفرح الشيطان ويقول: انتصرت عليه وأغويته وأضللته!!

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

نَعيب زماننا والعيب فينا **** وما لزماننا عيب سوانا

يعني: أن العيب ليس في الزمان، وإنما هو في الإنسان.

فالواجب أن يرجع الإنسان إلى نفسه ويحاسبها، ويعلم أن هذا من الله سبحانه وتعالى، قَدَّره عليه عقوبة له وتنبيهًا له؛ ليتوب إلى الله سبحانه وتعالى.


الشرح