×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 إلى آخرها؛ لأن بعضها يُفسِّر بعضًا، فلا نقطع جزءًا من الحديث ونقول: «هذا يدل على كذا» دون أن نكمل الحديث.

مثل قوله عز وجل في الحديث القدسي: «وَمَا تَرَدَّدْتُ فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي فِي قَبْضِ رُوحِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ» ([1]).

بعض طلبة العلم يقولون: إن الله يوصف بالتردد، أخذًا من هذا اللفظ.

فنقول لهم: ما أكملتم الحديث، فهو يُفسِّر ذلك في آخر الحديث بقوله: «يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ»، فمعنى ترددتُ: أي كرهتُ.

ويكون معنى الحديث: ما كرهتُ شيئًا مثل ما كرهت قبض روح عبدي المؤمن. والله يوصف بأنه يَكره ويبغض ويحب، ولا يوصف بالتردد.

فالواجب على طالب العلم ألا يتسرع في هذه الأمور، فيقطع لفظًا من الحديث ويقول: «هذا يدل على كذا» دون أن يكمل الحديث.

وقد يكون للحديث حديث آخر يفسره، أو آية توضحه، فلابد من الجمع بين النصوص؛ لأن كلام الله عز وجل لا يتناقض، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتناقض، بل يُفسِّر بعضه بعضًا ويوضح بعضه بعضًا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6502).