وكذلك سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا شك أنها مشتملة على حلول مشاكل
الناس.
ولكن إن حصل تقصير أو تفريط فهو من العباد أنفسهم!
فالذي يقول: «إن القرآن لا يَصلح
والسُّنة لا تصلح، في هذا الوقت للحكم في القضايا العصرية، إنما هي لوقت مضى من
عصور ماضية» فهذا كافر مرتد عن دين الإسلام؛ لأنه اتهم كتاب الله بالنقص،
واتهم سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنقص وعدم الصلاحية.
فالعيب فينا وليس في كتاب الله ولا في سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما
كاملان شاملان لكل شيء.
وليس هذا خاصًّا بالنزاع في مسائل الأموال أو الخصومات، بل هذا عام في كل
الخلافات، خلافات في الأقوال الفقهية والأقوال العقائدية، كل خلاف فإنه يجب الرجوع
فيه إلى كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومِن باب أَوْلى مسائل
العقيدة، ومسائل المذاهب والاجتهادات الفقهية، فإنه يجب عرضها على كتاب الله وسُنة
رسوله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بما دل عليه الدليل من أقوال العلماء وأقوال
المجتهدين.
الحاصل: أن الصلح بين الناس إذا لم يكن مُخالِفًا ومُعارِضًا لما جاء في كتاب الله
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ورَضِي به الطرفان، فإنه خير؛ لقوله عز وجل: ﴿وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ﴾ [النساء: 128]؛
لأنه يُذهب الأحقاد والضغائن، ويَحصل به التراضي.