قوله:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ
ثَلاَثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، فَأَرَادَ
اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا...» ([1]) الحديث.
وهذا
حديث عظيم، يبين حال مَن كَفَر النعم وحال مَن شَكَرَهَا.
قال
ابن القيم: «أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل
والمحبة. فمَن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها، لم يشكرها. ومَن عَرَفها ولم
يعرف المنعم بها، لم يشكرها أيضًا. ومَن عَرَف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد
المُنْكِر لنعمة المنعم، فقد كفرها، ومَن عَرَف النعمة والمنعم وأقر بها ولم
يجحدها، ولكن لم يخضع له ويحبه ويرضى به عنه، لم يشكره أيضًا. ومَن عَرَفها وعَرَف
المنعم بها، وأقر بها، وخضع للمنعم بها، وأحبه ورضي عنه، واستعملها في محابه
وطاعته، فهذا هو الشاكر لها.
فلابد
في الشكر من علم القلب، وعمل يتبع العلم، وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع
له». اهـ.
قوله:
«قَذِرَنِي النَّاسُ» أي: بكراهة رؤيته وقربه منهم.
**********
هذا الحديث في الصحيحين في هذه
القصة العظيمة، وهي: «إِنَّ ثَلاَثَةً فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ» يعني: ذرية يعقوب عليه السلام؛ لأن إسرائيل هو يعقوب.
ثلاثة نفر: «أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى» أي: أصحاب آفات.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6277)، ومسلم رقم (2964).