لأن دعاء الصالحين أقرب إلى الإجابة، فتطلب من عبد صالح أن يدعو لك، هذا لا
بأس به.
ولما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يسافر للعمرة، استأذن النبيَّ صلى
الله عليه وسلم، فأَذِن له وقال: «لاَ تَنْسَنَا
يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ» ([1]).
فلا بأس أن تطلب من أحد أن يدعو لك، بشرط أن يكون حيًّا حاضرًا، يسمع طلبك،
ويَقدر على الدعاء؛ لأن طلب الدعاء من الصالحين الأحياء من التوسل المشروع. أما
الأموات، فلا تطلب منهم شيئًا، لا دعاء ولا غيره.
المعنى الرابع من المعاني التي تتضمنها الآية: النهي عن الإلحاد في أسماء
الله وصفاته؛ لقوله عز وجل: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ
يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ﴾، أي: اتركوهم. هذا وعيد: ﴿سَيُجۡزَوۡنَ
مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾.
والإلحاد في اللغة: هو الميل. ومنه اللحد في القبر؛ لأنه مائل عن سَمْت
القبر.
والإلحاد في أسماء الله أنواع:
النوع الأول: جَحْدها ونَفْيها، كما تقوله الجهمية.
النوع الثاني: إثبات ألفاظها وجَحْد معانيها، وذلك بتأويلها إلى غير معانيها الصحيحة؛ كما هو عند المعتزلة والأشاعرة والمُؤِّولة، هؤلاء أثبتوا ألفاظها، ولكنهم نَفَوْا معانيها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1498)، وابن ماجه رقم (2894)، وأحمد رقم (195).