النوع الثالث: أن يُدخِل فيها ما ليس منها؛ لأن أسماء الله
توقيفية، فلا يجوز أن يُسمَّى الله إلا باسم أثبته لنفسه في كتابه، أو أثبته
له رسول الله صلى الله عليه وسلم في سُنته. فلا نخترع من عندنا أسماء لله لم يأتِ
بها الكتاب ولا السُّنة.
هذا إلحاد في أسماء الله، مثل الذين يطلقون على الله اسم «الموجود»، أو «القديم»، وهذه ليست من أسماء الله.
أو يسمونه «الدهر»، والله عز
وجل ليس من أسمائه الدهر، وإنما معنى قوله: «أَنَا الدَّهْرُ» فَسَّره بقوله في آخِر الحديث: «أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»،
يعني: أنا أُدَبِّر الدهر وأُصِّرف الدهر. وليس للدهر أي أثر في إحداث الحوادث،
فإذا ذممتم الدهر ذممتم الخالق المدبر. هذا معناه. أما أن نجعل الدهر من أسماء
الله فحاشى وكلا، هذا من الإلحاد، وإن قال من قال به من الأئمة كابن حزم رحمه الله،
لكنه أخطأ فلا يُتابَع في ذلك.
ومن الإلحاد في أسماء الله تسمية بعض المخلوقات بها؛ مثل ما قالوا: إن «اللات» مأخوذة من الإله، و «العُزَّى» مأخوذة من العزيز، و «مَنَاة» مأخوذة من المَنَّان. فاشتقوا
لأصنامهم أسماء من أسماء الله.
هذه أنواع الإلحاد في أسماء الله عز وجل، وسيَذكر الشيخ رحمه الله بعض كلام
السلف في معنى الإلحاد فيها، وهو يدور على هذه المعاني.
ثم أورد الشارح رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» ([1])،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6410)، ومسلم رقم (2677).