×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وفي الآية قول الله عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى هذه عامة، والنبي صلى الله عليه وسلم ذَكَر في هذا الحديث أن من هذه الأسماء «تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا» أي: عَرَفها ودعا الله بها «دَخَلَ الجَنَّةَ».

وهذه التسعة والتِّسعون غير معينة، لكنها -والله أعلم - هي الموجودة في القرآن.

ولهذا اجتهد العلماء في أخذها من القرآن وشرحها، كما فَعَل ابن القيم رحمه الله في النونية، وكما فَعَل غيره. وأَلَّفوا فيها كتبًا سَمَّوْها «أسماء الله الحُسنى»، وشرحوها.

وهذا من باب الاجتهاد والأخذ من القرآن، لكن لم يَرِد ببيانها حديث ينص عليها، لكن لا شك أن كل ما ذكره الله في القرآن فهو من الأسماء الحسنى.

قوله: «مَنْ أَحْصَاهَا» أي: عَدَّها، وعَرَف معانيها، وتعامل مع الله بموجب هذه الأسماء والصفات.

وليس المراد أن يَعُدها ويكتبها فقط، ولكن المراد أن يعرف معانيها، ويعمل بها، ويتوسل إلى الله بها. وإلا فلو كان القصد مجرد عدها وكتابتها؛ لكان سهلاً على كل أحد.

ثم أيضًا: ليست أسماء الله عز وجل محصورة في هذه التسعة والتسعين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصرها بها. وإنما هذه التسعة والتِّسعون مَن أحصاها دخل الجنة، وإلا فالله له أسماء لا يعلمها إلا هو، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: «أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا 


الشرح