×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ» ([1]). فدل على أن أسماء الله لا تُعَد ولا تُحصى، منها ما استأثر الله به في علم الغيب، ولم يُعلِّمه أحدًا من خلقه، ومنها هذه التسعة والتِّسعون التي هذه صفتها.

قوله: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ»

الوتر: ضد الشفع، والله عز وجل واحد أحد، فرد صمد، وهو سبحانه يُحِب الوتر في الأشياء: الوتر في الصلاة، صلاة الليل؛ كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُ الْوِتْرَ» ([2])، حتى في الأكل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، قال أنس رضي الله عنه: «يَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا» ([3])، يعني: يقطع طعامه على ثلاث أو خمس أو سبع.

وفيه إثبات صفة المحبة لله عز وجل، وأنه يحب محبة تليق بجلاله سبحانه وتعالى، فيحب الأعمال الصالحة، ويحب عباده الصالحين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المحسنين.

ثم ذَكَر رحمه الله رواية أخرى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورد فيها عدد من أسماء الله عز وجل، وقال الترمذي عقبه: «ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء الحسنى إلا في هذا الحديث»؛ ذلك لأن هذا التَّعْداد


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (3712)، وأبو يعلى رقم (5297)، وابن حبان رقم (972)، والطبراني في الكبير رقم (10352).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1416)، وابن ماجه رقم (1169)، وأحمد رقم (1262).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (953).