×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وقال قتادة في قوله: ﴿وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ [الأعرَاف: 180]، قال: يشركون ([1]).

وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب ([2]).

قلت: والشرك تكذيب من المشرك لِما أنزله الله في كتابه وبَعَث به رسوله، كما جرى من قريش وغيرهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وكما جرى من المشركين من هذه الأمة. فلم يأخذوا بالآيات المحكمات في تحريم الشرك والنهي عنه، بل كَذَّبوا بالصدق واعتمدوا على الكذب على الله وعلى كتابه ورسوله.

وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدول عن القصد والميل.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

وحقيقة الإلحاد فيها الميـل بالـ **** إشراك والتعطيل والنُّكرانِ

وأسماء الرب تعالى كلها أسماء وأوصاف دلت على كماله عز وجل.

والذي عليه أهل السُّنة والجماعة قاطبة -متقدمهم ومتأخرهم-:

إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه ووَصَفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، على ما يليق بجلال الله وعظمته، إثباتًا بلا تمثيل، وتنزيهًا بلا تعطيل؛ كما قال عز وجل: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11].

وأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يُحتذى حذوه، فكما أنه يجب العلم بأن لله ذاتًا حقيقة لا تُشْبِه شيئًا من ذوات المخلوقين، فله صفات حقيقة لا تشبه شيئًا من صفات المخلوقين.


الشرح

([1])  أخرجه: الطبري في تفسيره (9/ 134)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1623).

([2])  أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1623).