فمَن
جحد شيئًا مما وَصَف الله به نفسه أو وَصَفه به رسوله، أو تأوله على غير ما ظهر من
معناه؛ فهو جهمي قد اتبع غير سبيل المؤمنين.
قال
العَلاَّمة ابن القيم رحمه الله تعالى:
فائدة
جليلة: ما يَجري صفة أو خبرًا على الرب تعالى أقسام:
أحدها:
ما يَرجع إلى نفس الذات؛ كقولك: ذات وموجود.الثاني: ما يَرجع إلى صفات منعوتة؛
كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير.
الثالث:
ما يَرجع إلى أفعاله؛ كالخالق، والرزاق. الرابع: التنزيه المحض، ولا بُد من تضمنه
ثبوتًا؛ إذ لا كمال في العدم المحض؛ كالقدوس السلام.
الخامس
- ولم يذكره أكثر الناس -: وهو الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا يختص بصفة
معينة، بل دال على معانٍ، نحو: المجيد، العظيم، الصمد.
فإن
«المجيد» مَن اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا، فإنه موضوع
للسَّعة والكثرة والزيادة، فمنه: استمجد المَرْخ والعَفَار. وأمجدَ الناقةَ:
عَلَفها. ومنه: ﴿ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ﴾ [البروج: 15]:
صفة للعرش؛ لسَعته وعظمته وشرفه.
وتأمل
كيف جاء هذا الاسم مقترنًا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما عَلَّمنا صلى الله
عليه وسلم؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسَعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في
هذا المطلوب باسم يقتضيه؛ كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.