فهو
راجع إلى التوسل بأسمائه وصفاته، وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه، ومنه الحديث
الذي في «المسند» والترمذي: «أَلِظُّوا بِـ: يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ» ([1]). ومنه:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ
الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ، يَا ذَا الْجَلاَلِ
وَالإِْكْرَامِ([2]).
فهذا
سؤال له وتَوسُّل إليه بأسمائه وصفاته، فما أَحَقَّ ذلك بالإجابة، وأعظمَه موقعًا
عند المسئول! وهذا باب عظيم من أبواب التوحيد!!
السادس:
صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخَر، وذلك قدر زائد على مفرديهما؛
نحو: الغني الحميد، الغفور القدير، الحميد المجيد. وهكذا عامة الصفات المقترنة
والأسماء المزدوجة في القرآن.
فإن
الغِنَى صفة كمال والحمد كذلك، واجتماع الغِنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من
غنائه، وثناء من حمده. وثناء من اجتماعهما.
وكذلك
الغفور القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم. فتأمله فإنه من أشرف المعارف.
**********
كون الأسماء قد يُسمَّى بها بعض المخلوقين؛ مثل: الملك، والعزيز، ورؤوف، ورحيم، فلا يعني ذلك أنها تتساوى في الكيفية