×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 والحقيقة! فهي وإن اشتركت في اللفظ والمعنى، إلا أنها تختلف في الحقيقة والكيفية، فأسماء الله تليق به، وأسماء المخلوقين تليق بهم.

كذلك الصفات لله، وهي موجودة في المخلوقين؛ مثل: السمع، والبصر، والعلم. فلا يقتضي هذا التشبيه؛ لأن ما يُسنَد إلى المخلوقين فهو يليق بالمخلوقين، وما يُسنَد إلى الله فهو يليق بالله، ولا تَشَابُه بين ذلك.

قوله: «وأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات»، فكما أن لله ذاتًا حقيقية فله أسماء وصفات حقيقية، فلا ذاته تُشْبِه ذوات المخلوقين، ولا صفاته تشبه صفات المخلوقين.

فإذا قال لك المُعطِّل: بَيِّن لي كيفية صفات الله عز وجل !!

فقل له: بَيِّن لي أنت أولاً كيفية ذات الله!

فإذا قال لك: لا أعرف كيفية ذات الله!

فقل له: أنا كذلك لا أعرف كيفية صفات الله؛ لأن كيفية الصفات مثل كيفية الذات.

ولهذا لما سأل رجل الإمام مالكًا رحمه الله فقال: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] كيف استوى؟ سأله عن كيفية الاستواء، ولم يسأله عن المعنى، فقال له مالك: «الاستواء معلوم»، يعني: معناه معلوم، «والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» ([1])، أي: السؤال عن الكيفية، فليس معنى إثبات الأسماء والصفات أننا نعرف


الشرح

([1])  أخرجه: اللالكاني في اعتقاد أهل السُّنة (3/ 398).