قال: «الثاني: ما يرجع إلى صفات
معنوية؛ كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير»، وهذا نعرف معانيه، لكن لا نعرف
كيفيته.
قال: «الثالث: ما يرجع إلى أفعاله؛
كالخالق والرزاق»، أي: صفات الأفعال؛ مثل: الخلق، والرزق، والمشيئة، والكلام.
هذه أيضًا نثبتها لله كما جاءت، معترفين بما تدل عليه من المعاني، ولكننا لا نخوض
في الكيفية.
قوله: «الرابع: التنزيه المحض، ولا بُد
من تضمنه ثبوتًا؛ إذ لا كمال في العدم المحض؛ كالقدوس السلام» التنزيه المحض
يعني: الخالص. فتُنَزَّه أسماء الله وصفاته عن مشابهة المخلوقين؛ فإنها تختلف في
حقيقتها وكيفيتها. ولكن ليس المراد بالتنزيه: التنزيه المطلق، بل التنزيه الذي
يتضمن إثباتًا؛ مثل قوله عز وجل: ﴿لَا
تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ﴾ [البقرة: 255]، هذا نفي، لكنه يتضمن كمال الحياة.
فكل نفي جاء في أسماء الله وصفاته فإنه يتضمن مدحًا، وليس هو نفيًا محضًا.
قوله: «الخامس: الاسم الدال على جملة
أوصاف لا تختص بصفة معينة»، هناك أسماء تتضمن معاني كثيرة؛ مثل: الحي والقيوم،
والمجيد. فكل صفات الذات ترجع إلى الحي، وكل أفعال الله ترجع إلى القيوم.
قوله: «ومنه: «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ»:
صفة للعرش؛ لسَعته وعظمته وشرفه» قرئ: «ذو
العرش المجيدِ» بالكسر على الإضافة، فيكون