الوصف للعرش أنه مجيد، أي:
الواسع الذي لا يعلم سَعته إلا الله سبحانه وتعالى.
وقرئ بالرفع: ﴿ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ﴾ فيكون ﴿ٱلۡمَجِيدُ﴾ صفة لله عز وجل.
قوله: «وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنًا
بطلب الصلاة من الله على رسوله، كما عَلَّمَنا صلى الله عليه وسلم »؛ لأن
الصحابة سألوه، فقالوا: قد عَلِمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال صلى الله
عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [ص: 121]، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى
آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»
([1])، فجاء لفظ «المجيد» في الصلاة الإبراهيمية؛ لأن لفظ
«المجيد» من الألفاظ المتعددة المعاني
الواسعة.
قوله: «لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض
لسَعة العطاء وكثرته ودوامه»، وسَعة «المجيد»
أنه كثير العطاء.
قوله: «فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه؛ كما تقول: اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم» إذا دعوتَ الله بالأسماء والصفات؛ فإنك تدعوه سبحانه بالاسم المناسب، فتقول: اللهم اغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم ارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء، يا غفور اغفر لي، يا رحيم ارحمني، يا تواب تب عليَّ! فتدعو الله بالاسم المناسب لحاجتك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6357)، ومسلم رقم (406).