×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: «بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ». وقد أخرجه أبو حاتم ابن حبان في «صحيحه» ([1]).

**********

 لما كان هذا الكتاب الذي بين أيدينا مداره على توحيد الله عز وجل، وقد ذكر فيه الشيخ رحمه الله تحقيق توحيد العبادة - أي: توحيد الألوهية - ناسب أن يَذكر توحيد الأسماء والصفات.

·       لأن التوحيد - كما سبق بيانه - ثلاثة أقسام:

* توحيد الربوبية.

* وتوحيد الألوهية.

* وتوحيد الأسماء والصفات.

أما توحيد الربوبية، فهذا أقر به أغلب الخلق، فهم يُقِرون بأنه سبحانه وتعالى الخالق، الرزاق، المحيي، المميت... وغير ذلك من أفعال الله عز وجل.

قال عز وجل: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [الزخرف: 87]، وقال: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ [العنكبوت: 61]، وقال: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ [العنكبوت: 63].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (3712)، وأبو يعلى رقم (5297)، وابن حبان رقم (972)، والطبراني في الكبير رقم (10352).