وقوله هنا: «باب قول الله
تعالى: »، أي: ما جاء في تفسير هذه الآية، وبيان معنى الإلحاد في أسماء الله.
وهذه الآية تتضمن معاني جليلة، منها:
المعنى الأول: إثبات الأسماء لله عز وجل، والرد على مَن نفى أسماء
الله وصفاته من الجهمية ومَن تَبِعهم.
المعنى الثاني: أن أسماء الله حُسنى، وليست مجرد أسماء أو ألفاظ ليس لها
معانٍ كما تقوله المعتزلة، بل هي أسماء حُسنى، بمعنى أنها تتضمن معاني جليلة، وكل
اسم منها يدل على صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فالعليم يدل على العلم، والحكيم
يدل على الحكمة، والسميع يدل على إثبات السمع، والبصير يدل على إثبات البصر...
وهكذا كل اسم يدل على صفة من صفات الله عز وجل؛ ولهذا صارت حُسنى.
المعنى الثالث: مشروعية التوسل إلى الله عز وجل بها، وذلك بأن يُدْعَى
بأسمائه، ويُتوسل إليه بأسمائه؛ لأن هذا سبب للإجابة ﴿فَٱدۡعُوهُ
بِهَاۖ﴾؛ أي: توسلوا إلى الله بها في دعائكم؛ لأن هذا سبب
للإجابة.
والتوسل معناه: التقرب. والوسيلة: هي السبب الذي يُتقرب به إلى
الله عز وجل.