وليست كما يقول المخرفون
والقبوريون: «الوسيلة: أن تَجعل بينك وبين
الله واسطة من الصالحين، يتوسط لك عند الله، ويشفع لك عند الله، ويرفع حوائجك إلى
الله» تعالى عما يقولون!!
فكأن الله لا يستجيب ولا يسمع ولا يَعلم إلا بواسطة هؤلاء الوسائل التي
يتخذونها؛ كحال المشركين مِن قبلهم، قال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، وقال عز وجل: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]،
فيتخذون وسائط بينهم وبين الله من الملائكة والرسل والصالحين، ويزعمون أنهم
قريبون، حتى الأصنام لا يعبدونها لذاتها لأنهم يعلمون أنها أحجار وأشجار، ولكن
يقولون: هذه تقربنا إلى الله، وهذه واسطة بيننا وبين الله!! تعالى عما يقولون.
والله عز وجل يقول: ﴿ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، ولم يقل: ادعوني بواسطة فلان أو عِلان!! بل
أَمَر بدعائه مباشرة.
وإنما الوسائط والشفعاء يُتخَذون عند المخلوقين، عند الملوك والسلاطين
الذين لا يعلمون أحوال الرعية، حتى يأتي مَن يُبلِّغهم ومَن يُؤَثِّر عليهم،
فيَقبلون شفاعته ووساطته.
أما الله عز وجل فإنه يعلم السر وأخفى، لا يخفى عليه شيء في السموات
والأرض، فهو عز وجل ليس بحاجة إلى أن تَجعل بينك وبينه وساطة.
وإذا قالوا: إنما نتوسل إلى الله بهم لأنهم صالحون ولهم مكانة عند
الله!!