×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

نقول لهم: نعم، صالحون ولهم مكانة عند الله، لكن الله لم يَشْرَع لنا أن نتوسل بهم، فصلاحهم وأعمالهم لهم وليست لكم، وما عليكم إلا أن تدعوا الله وتتقربوا إليه بأعمالكم أنتم، ولا تتقربوا إلى الله بأعمال غيركم! قال عز وجل: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [البقرة: 134].

فلا ينفعك صلاح أحد كائنًا مَن كان، إنما ينفعك صلاحك أنت ودعاؤك أنت، وهذا هو الذي يريده الله منك، ولم يُرِد منك أن تجعل بينك وبينه واسطة، إنما الواسطة وسيلة باطلة شركية أو بدعية ما أنزل الله بها من سلطان.

وأما قوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [المائدة: 35]، وقوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا [الإسراء: 57]، فالوسيلة هنا معناها: التقرب إلى الله بالطاعة والعبادة، وليس معناها اتخاذ الواسطة، كما يظنها القبوريون والمشركون من قبل.

فالتوسل على قسمين:

توسل ممنوع: وهو الذي يتخذه المشركون قديمًا وحديثًا، مِن جعلهم الوسائط بينهم وبين الله، من الموتى، والأولياء، والصالحين... وغيرهم. هذه وسيلة مَنَعها الله سبحانه وتعالى وسماها شركًا.

توسل مشروع: وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما شَرَع.


الشرح