وهو أنواع:
أولاً: التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته؛ كما في هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ
فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾: توسلوا إلى الله بها، فيُنادى عز وجل باسمه: يا رحمن،
يا رحيم، يا غفار، يا رزاق، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام!! تدعوه
بأسمائه، وتطلب منه حوائجك.
ثانيًا: التوسل إليه بالأعمال الصالحة، فيَتوسل العبد بأعماله
الصالحة، ولا يتوسل بأعمال غيره.
كما توسل أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة وسدت عليهم باب الغار،
ففكروا كيف يخرجون، فاهتَدَوْا إلى أنه لا ينجيهم من هذا إلا التوسل إلى الله
بأعمالهم، فتوسل أحدهم ببره بوالديه، والثاني توسل إلى الله بتركه الحرام بعدما
تمكن منه خوفًا من الله، والثالث توسل بحفظه لأُجرة الأجير، لما تركها عنده
حَفِظها ونماها له إلى أن جاء ودفعها إليه. فاستجاب الله لهم، وأزاح عنهم الصخرة
فخرجوا ([1]).
هذا من التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، وهو في القرآن كثير، ومن ذلك ما جاء في قول الله عز وجل: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]، ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل عمران: 193].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2215)، ومسلم رقم (2743).