×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فدلت الآية على أن استخدام «لو» في التسخط وعدم الرضا بأقدار الله - إنما يكون من الذين لم يؤمنوا بقضاء الله وقدره.

والمسلم يجب عليه الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

ففي الآية نَهْي عن استخدام «لو» لأن في استخدامها تنقصًا للتوحيد وتسخطًا على أقدار الله عز وجل.

ففي قولهم: ﴿لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ جعلوا الأمر إليهم هم وليس لله عز وجل، ولم يؤمنوا بأن ما حصل في وقعة أُحُد أمر مُقَدَّر من الله عز وجل، وجعلوه بسبب مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة لرأيهم وخروجهم إلى القتال.

قوله: ﴿ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ [آل عمران: 168] الذي قال المقالة الأولى على الصحيح هو مُعَتِّب بن قُشَيْر من المنافقين. والذي قال المقالة الثانية هو عبد الله بن أُبي بن سَلول، رأس المنافقين.

قوله: ﴿ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ أي: الذين قُتِلوا في وقعة أُحُد ﴿لَوۡ أَطَاعُونَا يعني: لو بَقُوا في المدينة ولم يخرجوا ﴿مَا قُتِلُواْۗ.

وهل هذا صحيح، أن الذي يبقى في المدينة لا يُقتل ولا يأتيه الموت؟!

هذا ليس بصحيح؛ فالموت لا يُنجي منه شيء، والقتل إذا كتبه الله لا ينجي منه شيء أبدًا!


الشرح