×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 فرَدَّ الله عليهم بقوله: ﴿قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ إذا كنتم تستطيعون أن تدرءوا الموت عن هؤلاء، فادرءوه عن أنفسكم من باب أَوْلى! ولكنكم لا تستطيعون أن تمنعوا الموت عن أنفسكم، فكيف تمنعونه عن غيركم؟! هذا رد واضح من القرآن الكريم.

الحاصل: أن هذه مقالات المنافقين، وفيها لوم للقضاء والقدر. وكان الواجب عليهم أن يقولوا: هذا بقضاء الله وقدره، إنا لله وإنا إليه راجعون!

وهنا يَرِد إشكال في قوله: ﴿ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ والمراد بإخوانهم شهداء أُحُد من خاصة المؤمنين وخيار المسلمين، فلماذا قال: ﴿لِإِخۡوَٰنِهِمۡ مع أن هؤلاء منافقون، فهل المنافق يكون أخًا للمؤمن؟!

الجواب: نعم، يكون أخًا له في الظاهر؛ لأنه يَدَّعِي الإسلام، فالمنافقون مسلمون في الظاهر وهم إخوة للمسلمين في الظاهر. وأما في الباطن فليسوا إخوة.

وقيل: إخوانهم في النسب؛ لأن القائل من الأنصار، والمقتولون أغلبهم من الأنصار، فهم إخوانهم في النسب. وهذا مثل قوله عز وجل: ﴿وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ [الأحقاف: 21]، يعني: هودًا عليه السلام، قال: ﴿أَخَا عَادٍ مع أن عادًا كفار، وهو رسول الله، وذلك لأنه أخوهم في النسب. ومثله قوله: ﴿وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ [الأعراف: 85] يعني: في النسب والقبيلة.


الشرح