قوله:
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ
أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا،
وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ
الشَّيْطَانِ» ([1]) اختصر المصنف هذا
الحديث، وتمامه: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ
الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ..» إلى آخره.
قوله:
«احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ» أي: في دنياك وأُخراك. وخَص ما ينفع دون ما ليس
كذلك مما فيه ضرر أو عدم نفع، وذلك لا يخرج عن الواجب والمستحب والمباح إذا كان
نافعًا.
قوله:
«وَاسْتَعِنْ بِاللهِ»؛ لأنه لا يحصل له ذلك إلا إذا كان مستعينًا بالله.
قوله:
«وَلاَ تَعْجَزْ»: نهاه عن العجز؛ لأنه مما يُذم به عقلاً وشرعًا، فما أَكثرَ ذلك
في الناس!! فكم فَوَّت الإنسان على نفسه من الخير وهو يقدر عليه إذا رَغِب فيه
واستعان بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قوله: «وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ»؛ لأن ما قَدَّر يكون، فيجب الإيمان بالقدر والتسليم، وأرشده إلى أن يقول: «قَدَرُ اللهِ» أي: هذا قَدَرُ الله، والمبتدأ محذوف، وتقديره: هذا قَدَر الله. «وَمَا شَاءَ فَعَلَ»؛ لأن أفعاله عز وجل إنما تصدر عن حكمة وعلم وفضل وعدل، ﴿وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).