×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 قوله: «فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» أي: لِما فيها من التأسف على ما فات والحزن، فيأثم بذلك، وذلك من عمل الشيطان.

**********

هذا حديث عظيم وأصل عظيم، ومنهج يسير عليه المسلم!!

* قال صلى الله عليه وسلم في أول الحديث: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ» أي: القوي في إيمانه، والقوي في بدنه، والقوي في رأيه «خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ»؛ لأن نفعه يتعدى للمسلمين، فهو خير من المؤمن الضعيف في بدنه أو في رأيه أو في إيمانه. والمؤمن محبوب إلى الله عز وجل على كل حال، حتى ولو كان ضعيفًا، لكن المؤمن القوي أحب إلى الله عز وجل منه.

وفي هذا إثبات المحبة لله عز وجل، وأنه عز وجل يحب المؤمنين، لكنه يحب المؤمن القوي أكثر من محبته للمؤمن الضعيف.

قوله: «وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ» أي: في المؤمن القوي والمؤمن الضعيف، لكن المؤمن القوي خيره يتعدى للإسلام والمسلمين. وأما الضعيف فخيره يكون مقصورًا على نفسه. وكل منهما يحبه الله عز وجل.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ»، وهذا فيه مشروعية طلب الرزق وعمل الأسباب النافعة، وألا يكسل الإنسان ويقول: «أنا متوكل على الله وما قسمه الله لي سيأتيني!» دون أن يفعل ما عليه.

فالواجب أن تحرص على ما ينفعك، وأي شيء ترى أن فيه منفعة وخيرًا احرص على تحصيله، وهذا من فعل السبب.

فتطلب الرزق، وتتعلم العلم، وتتزوج لتنجب الأولاد، وتحرث الأرض لتنبت. هذه كلها جعلها الله أسبابًا لحصول النتائج، لكن لا تقتصر عليها، بل تستعين بالله وتتوكل عليه عز وجل.


الشرح