فلا تقتصر على الأسباب وتظن أنها تكفي، ولا تكسل عن فعل الأسباب، بل لابد
من الأمرين: فِعل الأسباب مع الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه.
هذا هو دين الإسلام، جاء بفعل الأسباب مع التوكل على الله سبحانه وتعالى
والاستعانة به عز وجل.
ثم قال: «وَلاَ تَعْجَزْ» هذا فيه
النهي عن العجز، وهو الكسل والخمول، والنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله عز
وجل من العجز والكسل ومن البخل والجبن ([1])؛ لأن هذه صفات
مذمومة.
أما العجز الذي ليس للإنسان فيه قدرة مثل المرض، فهذا لا يُؤاخَذ عليه
الإنسان؛ لقوله عز وجل: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286].
لكن المراد بالعجز هنا: الكسل والخمول، والميل إلى الراحة والدَّعَة، فهذا
لا يجوز لأن فيه تعطيلاً للأسباب.
قال: «وَإِنْ أَصَابَكَ» يعني:
مما تكره، بأن فعلتَ السبب واستعنتَ بالله ولم تعجز، لكن لم يحصل المطلوب، «فلا تقل: لو أني فعلت كذا» مثل قول
المنافقين: ﴿لَوۡ كَانَ لَنَا
مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ﴾، وقولهم: ﴿لَوۡ أَطَاعُونَا مَا
قُتِلُواْ﴾.
فـ «لو» في الآيتين وفي الحديث مذمومة؛ لأن فيها تسخطًا على القضاء والقدر، وهذا نقص في التوحيد أو منافٍ للتوحيد. إذا قالها مَن لا يؤمن بالقضاء والقدر فهذا كافر. أما إن قالها مَن يؤمن بالقضاء والقدر لكنه ضعيف الإيمان، فهذا ناقص الإيمان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2893)، ومسلم رقم (2706).