قوله: وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي: هو أبو
بُسْر، بالسين المهملة والباء المضمومة. ويقال: أبو بِشْر، بالشين المعجمة وكسر
الباء. وبعضهم صحح الأول. واسمه عبد الله بن أبي فيروز.
ولفظ
أبي داود قال: «لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ
عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ
خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ،
وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ
لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ».
قَالَ:
ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ:
ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ:
ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مِثْلَ ذَلِكَ.
وأخرجه
ابن ماجه ([1]).
وهذه
الأحاديث وما في معناها حُجة على نفاة القدر من المعتزلة وغيرهم. ومِن مذهبهم
تخليد أهل المعاصي في النار. وهذا الذي اعتقدوه من أكبر الكبائر وأعظم البدع،
وكثير منهم وافقوا الجهمية في نفي صفات الرب تعالى وتقدس.
**********
قوله: «وفي المسند والسنن عن ابن الدَّيْلَمي» هو: عبد الله بن فيروز الدَّيْلَمي، نسبة إلى الدَّيْلَم، جبل بالمشرق، وكان فارسيًّا،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4699)، وابن ماجه رقم (77).