×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

هاجر أبوه فيروز إلى اليمن، ولما بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم آمَن به وأسلم، فلما ظهر الأسود العَنْسي الذي ادعى النبوة في اليمن قتله فيروز رضي الله عنه.

قال: «أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ» هو: من سادات الأنصار رضي الله عنه، وهو أقرأ الصحابة لكتاب الله.

قوله: «فَقُلْتُ: فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِي» يعني: يُحِس في نفسه بشيئ من الإشكال في شأن القضاء والقدر ولم يتكلم به.

هذا شأن أهل العلم وأهل الإيمان، أنهم إذا أحسوا في أنفسهم بشيء من ذلك لا يتكلمون به، بل يسألون أهل العلم، ويلتمسون الشفاء من الهواجس والشكوك من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتكلمون في المجالس ويخوضون على غير بصيرة كما يفعله بعض المغرورين، الذين يتحدثون بكل ما هجس في نفوسهم، ويقولون: هذا من حرية الرأي وحرية الكلمة! ويخوضون في شرع الله وفي دين الله بغير علم.

قال: «وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» هذا مطابق لكلام ابن عمر رضي الله عنهما في أول الباب، في أن مَن لم يؤمن بالقضاء والقدر يَحبط عمله، ولو أنفق مثل أُحُد ذهبًا!!

وهل يملك أحد أن ينفق مثل أُحُد ذهبًا؟! لكن هذا من باب ضرب المثال على المال الكثير النفيس، وأن صاحبه لو أنفقه في سبيل الله وهو لا يؤمن بالقضاء والقدر، ما نفعه إنفاق هذا المال النفيس، وحَبِط عمله.


الشرح