* ثم سأله عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ،
وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ»، هذه أركان الإيمان الستة، وآخرها الإيمان بالقدر خيره وشره.
ولابد من اجتماع أركان الإيمان وأركان الإسلام، فلا يكون الإنسان مسلمًا
حتى يكون مؤمنًا، ولا يكون مؤمنًا حتى يكون مسلمًا. لابد من اجتماع الأركان
الظاهرة مع الأركان الباطنة.
ومِن ثَم قال العلماء: إن الإسلام والإيمان إذا ذُكِرا جميعًا افترقا في
المعنى، فيُفسَّر الإسلام بكذا، ويُفسَّر الإيمان بكذا. وإذا ذُكِر أحدهما فقط دخل
فيه الآخَر.
* ثم سأله عن الإحسان، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» الإحسان هو المرتبة العليا،
فأول ما يَبدأ العبد بالإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان وهو أعلاها، وهو درجة
المقربين، فتعبد الله على اليقين التام، كأنك تراه سبحانه وتعالى، فإن لم تكن تراه
فاعلم أنه يراك، فتخافه وتخشاه.
* ثم سأله عن وقت قيام الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا» وهو الرسول «بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» وهو جبريل.
أي: أنا وأنت سواء، كلنا لا نعلم متى قيام الساعة!!
فإذا كان جبريل وهو سيد الملائكة، ومحمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد
آدم - لا يعلمان متى تقوم الساعة، فكيف يأتي مَن يَدَّعِي هذا؟!
فهذا فيه أن علم أو توقيت قيام الساعة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.