×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قَالَ: «فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا» أي: العلامات التي إذا وقعت دلت على قربها. وهذه يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعلمها أهل العلم كما بينها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: ﴿فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ [محمد: 18]، يعني: علاماتها.

ثم ذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم بعض علامات الساعة، ومنها: «أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا» أي: تلد المملوكةُ مالكتها وسيدتها، كيف يكون ذلك؟

ذَكَر أهل العلم لذلك معنيين:

المعنى الأول: أن معناه أنه يَكثر التسري بالإماء في آخر الزمان. ولاشك أن بنت الأَمَة تكون حرة تبعًا لأبيها، أما أمها فلا تزال أَمَة، فتكون البنت سيدة لأمها.

المعنى الثاني: أنه يَكثر العقوق في آخر الزمان، حتى تكون البنت كأنها سيدة لأمها، فتتكبر عليها وتعقها وتعصيها.

فعلى المعنى الأول يكون قوله: «أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا» على ظاهره، فتكون البنت حرة والأم أَمَة.

وعلى المعنى الثاني يكون هذا من تأويل الحديث عن ظاهره، فيُفسَّر بعقوق البنت وتَكَبُّرها على أمها.

قال: «وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ، رِعَاءَ الشَّاءِ» يعني البادية، هذه صفات البادية، حفاة أقدامهم، عراة أجسامهم، بمعنى أنهم يلبَسون ثيابًا تكون متواضعة أو ثيابًا لا تستر جميع أبدانهم بسبب الفقر أو عدم العناية بالملابس؛ كما هو ظاهر على الأعراب.


الشرح