×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

هذه صور الصالحين، صارت أصنامًا تُعبد من دون الله.

فصار التصوير وسيلة من وسائل الشرك، يستخدمها الشيطان للوصول إلى ذلك، لاسيما صور المُعظَّمين من العلماء والرؤساء والملوك، فإن الفتنة بها أشد إذا نُصِبت وعُلِّقت!! وهذا هو الذي هلك به قوم نوح.

وكذلك في عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كانوا يعبدون التماثيل، وهي الصور المنحوتة على أشكال ذوات الأرواح؛ ولهذا قال لهم عليه السلام: ﴿مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ [الأنبياء: 52]، كانوا يَعكُفون على صور منحوتة على أشكال الآدميين أو غيرها من ذوات الأرواح ﴿قَالُواْ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَٰبِدِينَ [الأنبياء: 53]، ليس عندهم حجة إلا أنهم وجدوا آباءهم يفعلون ذلك ففعلوا مثلهم، وهذا هو التقليد الأعمى.

وكذلك في بني إسرائيل لما أضلهم السامري، فجَمَع الذهب الذي كان معهم من حُلِّيهم، وصاغه على شكل عجل ﴿فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ يَدخل الهواء من جانبه ويَخرج من جانبه الآخَر، فيصير له صوت كخُوَار العجل﴿فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ [طة: 88].

وكان موسى عليه السلام قد ذهب إلى موعد ربه الذي وعده إياه على رأس أربعين ليلة أن يكلمه، وأوصى أخاه هارون واستخلفه عليهم.

فحدث ذلك في غَيبة موسى عليه السلام، ونهاهم هارون عليه السلام عن ذلك، وقال لهم: ﴿يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوٓاْ أَمۡرِي [طة: 90]، والخبيث يقول لهم: ﴿هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أي: نَسِي موسى ربه، وذهب يبحث عنه وهو موجود معكم!!


الشرح