قوله:
ولمسلم عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الأَْسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم ؟ «أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا
إِلاَّ سَوَّيْتَهُ».
قوله:
عن أبي الهَيَّاج، هو الأسدي، حَيَّان بن حُصَيْن. و «علي» هو: أمير المؤمنين.
قوله:
«أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
؟ «أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ
سَوَّيْتَهُ»: فهذا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من إنكار هذه الأمور
وإزالتها، ﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ
ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ﴾ [البقرة: 59]،
فأكثروا التصوير واستعملوه، وأكثروا البناء على القبور وزخرفوها وجعلوها أوثانًا،
وزعموه دينًا، وهو أعظم المنكرات وأكبر السيئات، تعظيمًا للأموات وغُلُوًّا،
وعبادة لغير الله بأنواع العبادة التي هي حق الله على عباده.
قال
العَلاَّمة ابن القيم رحمه الله تعالى: ومَن جمع بين سُنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم في القبور وما نَهَى عنه وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس
اليوم؛ رأى أحدهم مضادًّا للآخَر مُناقِضًا له، بحيث لا يجتمعان أبدًا.
**********
هذا الإمام مسلم رحمه الله روى في
صحيحه عن أبي الهَيَّاج الأسدي، وهو تابعي جليل، كان كاتبًا لأمير المؤمنين علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، قال: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «أَلاَ أَبْعَثُكَ...» أي: أُرسلك
وأُفوضك عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ