رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم ؟ «أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً
إِلاَّ طَمَسْتَهَا وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ»» هذه هي
المهمة التي بَعَث الرسول صلى الله عليه وسلم بها ابن عمه علي بن أبي طالب رضي
الله عنه.
قوله: «أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً»
أي: لا تترك أي صورة. لأن كلمة «صُورَةً»
أتت هنا نكرة، فلا يَترك صورة أي صورة، سواء أكانت تمثالاً أم رسمًا باليد أم صورة
استُخدم في تصويرها آلات التصوير.
قوله: «إِلاَّ طَمَسْتَهَا» الطمس
معناه: إزالة الرأس أو إخفاء ملامحه بالحبر، أو يُلطَّخ بأي شيء بحيث تخفى معالمه
نهائيًّا.
فإذا طُمِس وجه الصورة أو قُطِع رأسها وأزيل، فقد زال المحذور؛ لأنه إذا
زال الوجه صارت الصورة ليس لها قيمة.
هذا هو الواجب على المسلمين، أن يطمسوا الصور التي في بيوتهم، وكذلك الصور التي يقدرون على طمسها في أي مكان، إذا كان عندهم القدرة، وإذا لم يكن عندهم القدرة فليبينوا للناس تحريمها ووجوب إزالتها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ» وهذا لأصحاب السلطة «فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ» وهذا لأهل العلم الذين ليس لهم سلطة، لكن عندهم علم، فيبينون للناس بالموعظة والنصح والإرشاد والفتوى، «فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ» ([1]) هذا إذا لم يكن عنده سلطة ولا علم ولا يقدر أن يتكلم، فإنه ينكر المنكر بقلبه، فيصير مبغضًا له ومبتعدًا عنه، وهذا أقصى ما يستطيع.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (87).