×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وكل إنسان يستطيع أن يطمس ما في بيته من الصور؛ لأنه له سلطة على بيته.

وأما الصور التي خارج البيت: فإذا كان من أهل السلطة ولا يُحاسَب من قِبل ولي الأمر إذا طمسها وأزالها، فإنه يطمسها أو يزيلها. وإن لم يكن له سلطة فإنه ينكرها بلسانه، وإن لم يكن له إمكانية إنكارها باللسان فإنه ينكرها بقلبه ويبغضها ويبتعد عنها.

قوله: «وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا» جَمَع هنا بين الصورة والقبر؛ لأن كلًّا منهما من وسائل الشرك.

والقبر المُشْرِف: هو المرتفع، فإذا تميز القبر عن غيره ببناء، أو رُفِع بالتراب والتحجير عليه بحيث يصبح مرتفعًا، أو بالكتابة عليه أو بتجصيصه؛ فهذه كلها وسائل من وسائل الشرك ومن الغلو في القبور.

والواجب في القبور أنها تُدفن بترابها، وأن تُرفع عن الأرض قدر شبر؛ لكي يُعْرَف أنها قبور ولا تُمتهن، ولا يزاد عن الشبر، كما كان قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكما كانت قبور أصحابه صلى الله عليه وسلم، كانت قبورهم مرفوعة عن الأرض قدر شبر، حتى يُعْرَف أنها قبور ولا تُمتهن ولا تداس، ولا يزاد على ذلك حتى لا تكون وسيلة من وسائل الشرك.

فإن تمييز القبر بالرفع أو بغيره يؤدي فيما بعد إلى الغلو في الميت، بأن يُذبح له ويُنذَر له، ويُدْعَى من دون الله!!

كما حصل عند الأضرحة المبنية والقبور المميزة عن غيرها بين المقابر في كثير من بلاد المسلمين، حيث صارت أوثانًا تُعبد من دون الله.


الشرح