ممن شاب وظهر عليه الشيب
فهو أقبح؛ لأن ظهور الشيب عليه يدل على ضعف شهوته، وكونه يزني في هذه السن فهذا
دليل على أن الزنى غريزة وطبيعة فيه، لا من أجل غلبة الشهوة، فزناه أقبح من زنى
الشاب؛ لأن الشاب قد تغلبه الشهوة، لكن هذا ليس عنده داعٍ للزنى لأنه كبير السن؛
ولذلك صار عليه هذا الوعيد: «لاَ
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ».
الثاني: «عَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ»،
الكِبْر: حرام وكبيرة من كبائر الذنوب، والله لا يحب المستكبرين.
والكبر: هو التعاظم على الناس، قال صلى الله عليه وسلم: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ» يعني: دَفْع الحق ورده «وَغَمْطُ النَّاسِ» ([1]) يعني: تَنَقُّص
الناس.
فالذي يَدفع الحق ويَرُده ولا يحبه، والذي يترفع على الناس ولا يخالطهم ولا
يخرج معهم - هذا فيه كِبْر؛ لأنه يرى نفسه عظيمًا كبيرًا فوق الحق وفوق الناس.
والواجب عليه أن يتواضع لله عز وجل، فإذا بلغه الحق من كتاب الله أو
سُنة رسوله قَبِله على الرأس والعين؛ لأنه عبد مأمور ومَنهي.
كما يجب عليه أن يتواضع لإخوانه المسلمين، ويلين لهم ويعاملهم بما يحب أن
يعاملوه به.
فالكِبْر مذموم، ولو كان صاحبه ذا مكانة وحسب ونسب بين قومه، فإذا كان ممن ليس عنده سبب للكِبْر كان أشد إثمًا؛ ولذلك رَتَّب عليه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).