والزاني: هو الذي يفعل الزنى والعياذ بالله. والزنى جريمة كبيرة من كبائر الذنوب،
تَوَعَّد الله عليه أشد الوعيد، وله آثار سيئة في المجتمع، منها: ضياع الأنساب،
وضياع الأخلاق، وانتشار الأمراض؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32].
الفاحشة: ما تناهى قبحه وعَظُم خطره.
فالله عز وجل جعل الشهوة في بني آدم لمصلحة النسل، ولكنه سبحانه وتعالى لم
يتركها بدون تنظيم يضمن السلامة من آفاتها، فهي شهوة عارمة، لو تُركت لصار لها
آثار سيئة وقبيحة، فشَرَع الله عز وجل الزواج بنكاح شرعي تنظيمًا لهذه الشهوة، حيث
خَلَق للرجال أزواجًا من أنفسهم وأَمَرهم بالنكاح؛ حماية لأعراضهم وأعراض النساء
وطلبًا للذرية التي فيها بقاء النسل.
فإذا أُهدرت هذه الطاقة وصُرفت في سبيل قبيح، لزم عليها أضرار كثيرة
والعياذ بالله، منها: كثرة أولاد الزنى، وضياع الأنساب، وفي هذا جناية على
المواليد حيث لا يُعرف نسبهم، فيعيشون عيشة الهوان لأنهم ليس لهم نسب.
ومن أضرار الزنى أيضًا: أنه يورث الأمراض الفتاكة الخبيثة؛ مثل مرض الإيدز،
الذي ينتشر غالبًا بين أناس يتعاطَون الزنى، ويستمتعون بشهوة النكاح الاستمتاع غير
المباح.
والآن هذا المرض يهدد عددًا كبيرًا من المجتمعات التي انتشرت فيها الفاحشة،
وقد استعصى على الأطباء علاجه حتى الآن عقوبةً من الله عز وجل.