هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي،
فَهَلاَّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ
لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ
القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ
بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» ([1]).
الحاصل: أن الشاهد من الحديث للباب قوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَغْدِرُوا»، والغدر: هو الخيانة في العهد.
قوله: «وَلاَ تَمْثُلُوا» التمثيل
معناه: تشويه جثث القتلى، بقطع آذانهم أو أنوفهم، أو أطرافهم. وهذا لا يجوز؛
لأن جثة الآدمي لها حرمة حتى ولو كان كافرًا، فلا يجوز التمثيل به.
قوله: «وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا»،
الوليد: الصغير من الكفار. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله؛ لأنه ليس منه
خطر على المسلمين.
كما نهى صلى الله عليه وسلم في أحاديث أُخَر عن قتل المرأة من الكفار، فعن
ابن عمر رضي الله عنهما قال: «وُجِدَتِ
امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
«فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ
وَالصِّبْيَانِ» ([2])؛ لأن النساء لسن من
أهل القتال، وإنما الأطفال والنساء يؤخذون أرقاء للمسلمين.
وكذلك الشيخ الكبير الهَرِم لا يُقتل، إلا إذا كان له رأي ومشورة في الحرب، مثل ما قُتِل دُرَيْد بن الصِّمَّة سيد هوازن، وكان رجلاً كبيرًا هَرِمًا، لكنه قُتِل في غزوة حُنَيْن ([3])؛ لأنه كان سيدًا من سادتهم وشجاعًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7174)، ومسلم رقم (1832).