×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

«إِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ» إذا أَبَوْا أن يتحولوا من البادية إلى الحاضرة، فاتركهم؛ لأنهم تركوا شيئًا مستحبًّا ولم يتركوا واجبًا.

لكن أخبِرهم أنهم تَجري عليهم أحكام الإسلام وهم في مكانهم، ولكن ليس لهم من الغنيمة شيء لأنهم لم يجاهدوا مع المسلمين، إنما يُطَبَّق عليهم الإسلام، ويُؤمَرون بأوامر الإسلام من الصلاة والصيام والحج والزكاة، ويُحْكَم بينهم بكتاب الله، ويُلْغَى دين الجاهلية وعوائد الجاهلية التي كانوا يتحاكمون إليها؛ لأن الله عز وجل أبدلهم خيرًا منها.

قوله: «وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ» الغنيمة: هي التي يستولي عليها المجاهدون في المعركة. فليس لهم منها شيء؛ لأنهم لم يشاركوا في الغزو. وليس لهم شيء في الفيء -وهو بيت المال - لأنهم بَقُوا في البادية. إنما لهم أموالهم فقط التي هم فيها من رعي الإبل والغنم.

قوله: «إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ» إلا إذا جاهد الأعراب مع المسلمين فلهم ما للمسلمين من الغنيمة والفيء. أما إذا لم يجاهدوا مع المسلمين فليس لهم شيء؛ لأنهم لم يوجد السبب الذي يستحقون به الغنيمة والفيء.


الشرح