×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وكثرتهم؛ فإنهم إن اعتمدوا على ذلك هُزِموا؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٦ [التوبة: 25- 26].

فالواجب على المسلمين أن يعتمدوا على الله سبحانه وتعالى، ثم يتخذوا القوة والسلاح استعدادًا لعدو الله وعدوهم؛ لقوله عز وجل ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ [الأنفال: 60].

ولكن هذه القوة وهذا السلاح إنما هما سببان من الأسباب، وأما الاعتماد فهو على الله عز وجل، فلا يُعتمد على القوة ولا الكثرة؛ فإن ذلك لا ينفع إذا لم يساعد الله عز وجل المؤمنين بنصره وتأييده.


الشرح