×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وإلى اجتهادك - أهونُ من أن ينُسَب الخطأ إلى حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذا فيه أن المفتي لا يقول: «هذا حُكْم الله»، بل يقول: «هذا حكمي واجتهادي».

وكذلك القاضي، لا يقول: «هذا حُكْم الله وحكم رسوله»، وإنما يقول: «هذا اجتهادي، وأرجو أن يكون موافقًا لحكم الله وحكم رسوله».

وفيه أن الخطأ لا يُنسَب إلى حكم الله وحكم رسوله، وإنما يُنسَب إلى المجتهد وصاحب الرأي في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد.

فبعض الناس يقول: أعطني حكم الله في هذه المسألة. ما حُكْم الله في هذه المسألة؟ ما حكم الشرع في هذه المسألة؟

وهذا غلط، لا ينبغي له أن يقول ذلك، إنما يقول: ما رأيك واجتهادك أنت في هذه المسألة؟

والمفتي أو القاضي يقول: «هذا رأيي وهذا اجتهادي، فإن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان» كما قال أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه، لما سُئِل عن الكَلاَلة، قال: «أقول فيها برأيي، فإن كان صوابًا فهو من الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (2971).