أما المشرك فإن الله لا يرضى أن يُشفَّع فيه ولا تُقْبَل فيه شفاعة.
فيجوز أن تَطلب ممن توفر فيه هذان الشرطان أن يدعو الله لك، وبذلك تكون قد
استشفعتَ به إلى الله سبحانه وتعالى.
فالشفاعة عند المخلوقين جائزة إذا كانت حسنة، والشفاعة عند الله أيضًا
جائزة إذا كانت في طلب دعاء الشافع من الله سبحانه وتعالى؛ كأن يدعو الله بأن يقضي
حاجة فلان، أو يدعو الله بأن يغفر لفلان أو أن يُنزل المطر، هذا جائز.
أما العكس وهو أن تجعل الله شافعًا عند المخلوق، فهذا محرم ومذموم ومُنْقِص
للتوحيد.
إذًا فالشفاعة ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الشفاعة بين المخلوقين بعضهم مع بعض. وهذه
جائزة بشرط أن تكون بطلب شيء مباح.
القسم الثاني: شفاعة المخلوق عند الخالق. بمعنى أن يدعو اللهَ
لأخيه أن الله يغفر له، أو يشفيه من المرض، أو يرزقه، أو يدعو للجميع أن يسقيهم
الله الغيث، وأن يَرحم العباد. فهذا أيضًا مشروع وجائز.
القسم الثالث: أن يَجعل الله شافعًا إلى الخلق. هذا هو
الحرام، وهو المُخِل بالتوحيد؛ لأنه يدل على تعظيمه للمشفوع عنده وأنه أكبر من
الشافع.