×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: بابٌ لا يُستشفَع بالله على خلقه، وذَكَر الحديث.

وسياق أبي داود أتم مما ذكره المصنف، ولفظه: عن جُبَيْر بن محمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه، عن جَده قال: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جُهِدَتِ الأَْنْفُسُ، وَضَاعَتِ الْعِيَالُ، وَنُهِكَتِ الأَْمْوَالُ، وَهَلَكَتْ الأَْنْعَامُ، فَاسْتَسْقِ اللَّهَ لَنَا فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ وَنَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا تَقُولُ؟» وَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللَّهُ، إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَاوَاتِهِ لَهَكَذَا» وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ عَلَيْهِ «وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ» ([1]).

قال ابن يسار في حديثه: «إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ» ([2]).

قوله: «وَيْحَكَ»: كلمة تقال للزجر.

قوله: «أَتَدْرِي مَا اللَّهُ؟»: فيه إشارة إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.

قوله: «إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ»؛ لأن الأمر كله بيده تعالى، ليس في يد المخلوق منه شيء، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما مَنَع، تعالى وتقدس.

وفي هذا الحديث الرد على الجهمية وإثبات العلو.


الشرح

([1])  اخرجه: أبو داود رقم (4726)، وابن أبي عاصم في السنة رقم (575).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4726).